يستضيف فريق الغرافة نظيره السد في مواجهة مرتقبة في افتتاح الأسبوع العاشر من مسابقة دوري نجوم قطر لكرة القدم اليوم السبت على إستاد ثاني بن جاسم الذي يتسع لـ 25 ألف متفرج.
والمواجهة رغم أنها تعتبر من أهم كلاسيكيات الكرة القطرية في الأعوام الأخيرة نظراً لسيطرة الفريقين بشكل كبير على لقب الدوري بل ومعظم الألقاب المحلية، إذ أن الفريقين مجتمعين حصدا آخر سبعة ألقاب للمسابقة "ثلاثة للسد وأربعة للغرافة"، إلا أن الكبيرين حالياً يمران بمرحلة غير مسبوقة من تراجع النتائج بسبب ظروف مختلفة فالسد يخوض لقاء اليوم وهو في المركز السادس برصيد 15 نقطة بفارق سبع نقاط عن لخويا "ظاهرة الموسم" الوافد الجديد على دوري الأضواء والمتصدر برصيد 22 نقطة، أما الغرافة حامل اللقب في آخر ثلاثة مواسم فيأتي في المركز الخامس وفي جعبته 16 نقطة.
وبالتأكيد فإن كتيبة اللاعبين في كلا الفريقين ومن خلفهما المدربين البرازيلي كايو جونيور مدرب الغرافة والروماني كوزمين أولاريو مدرب السد يعلمان جيداً أن الفوز بهذه المباراة هو خير دافع لاستعادة التوازن وتدشين انطلاقة جديدة نحو العودة إلى المنافسة على لقب النسخة الحالية من بطولة الدوري.
أسباب التراجع
ومما لاشك فيه أن المشاهد للائحة ترتيب فرق المسابقة سيتساءل عن أسباب تراجع الفريقين خاصة وأنهما كانا يتنافسان وحدهما على لقب الدوري في الموسم الفائت حتى الأسبوع قبل الأخير عندما فاز الغرافة الملقب بالفهود على السد "عيال الذيب" بأربعة أهداف مقابل هدفين فحسم بالتالي اللقب السابع في مسيرته.
بالذهاب إلى الغرافة نجده يعاني بشدة من أزمة ثقة منذ أن خسر التأهل إلى نصف نهائي دوري أبطال آسيا عندما خرج أمام الهلال السعودي بخسارته ذهاباً في الرياض (0-3) وفوزه في الدوحة (4-2) في لقاء الإياب، بعد أن كان متقدماً برباعية نظيفة كانت كفيلة بأن تصعد به إلى المربع الذهبي للبطولة، ورغم المستوى الرائع الذي قدمه الفهود في هذا اللقاء إلا أن الخروج بهذا الشكل أصاب الفهود بالإحباط وأدى لتراجع مستواهم بشدة فخسروا مباراتين متتاليتين أمام العربي (1-3) وأمام قطر (0-2) ثم سقطوا في فخ التعادل أمام الريان (3-3).
أما السد فهو بحق صاحب أفضل التعاقدات وأقواها هذا الموسم ويمكن أن نطلق عليه "السد العالمي" نظراً لضمه عدداً من اللاعبين الذين شاركوا في كأس العالم الأخيرة بجنوب أفريقيا مثل الإيفواري عبد القادر كيتا والجزائري نذير بلحاج والكوري لي يونغ سو كما أنه استعاد لاعبين هامين هما وسام رزق وعبدالله البريك، إضافة إلى ذلك فقد أبقى الفريق على مدربه الروماني كوزمين أولاريو الأمر الذي منح الفريق قدراً كبيراً من الاستقرار، توقع الجميع أن ينعكس على أداء الفريق مع بداية الموسم ويجعله يسيطر على قمة المسابقة منذ المرحلة الأولى، إلا أن ما حدث كان على العكس من ذلك تماماً فقد تعثر الفريق بغرابة إذ لقي أربعة هزائم حتى الآن أمام كل من الخور والعربي وقطر ولخويا ويكفي أن نعلم أن الفريق خاض الموسم الماضي 22 مباراة في البطولة لم يخسر فيها إلا مباراتين فقط بينما خسر هذا الموسم أربع مواجهات من أصل تسع خاضها حتى الآن لندرك حجم المعاناة التي يعانيها الفريق والتي تبدو غير مبررة إلى حد كبير، وأغلب الظن أن العناصر الجديدة التي انضمت إلى كتيبة "زعيم الكرة القطرية" لم تنصهر بعد حتى الآن في بوتقة واحدة ولم تنسجم مع بعضها البعض الأمر الذي أثر على مستوى الفريق وأدى لتراجع نتائجه في المسابقة ويبقى المسؤول الأول عن ذلك بالتأكيد هو كوزمين مدرب الفريق الذي أصبح مطالباً بتصحيح الأوضاع على وجه السرعة بداية من لقاء اليوم أمام الغرافة.
مسيرة الفريقينالغرافة
لم يخض الغرافة مواجهته في المرحلة الأولى أمام الأهلي التي تأجلت بسبب انشغاله بمبارياته في دوري أبطال آسيا، وافتتح منافساته في البطولة بالفوز خارج ملعبه على لخويا المتصدر حالياً بهدفين دون رد في المرحلة الثانية ثم سقط عقب ذلك بغرابة أمام العربي (1-3) وقطر (0-2) في الأسبوعين الثالث والرابع على الترتيب.
واستفاق الغرافة بالفوز عقب ذلك على ضيفه الخور بثلاثية نظيفة في الأسبوع الخامس ثم عاد وتعادل على أرضه أيضاً أمام الريان (3-3) ضمن الأسبوع السادس قبل أن يعود وينتفض بشدة ويستعيد الكثير من مستواه بتحقيق ثلاثة انتصارات متتالية خارج ملعبه على الخريطيات (1-4) في إطار الأسبوع السابع ثم على ضيفه أم صلال (2-0) ضمن المرحلة الثامنة ثم خارج ملعبه على مضيفه السيلية ( 0-3) ضمن الأسبوع التاسع.
وبصورة عامة نجد الآتي:
• خاض الغرافة ثمان مباريات حتى الآن.
• فاز الفهود في خمسة لقاءات وتعادل في مباراة وخسر في مواجهتين.
• أحرز لاعبو الغرافة 18 هدفاً بمتوسط بلغ 2.25 هدف في اللقاء الواحد.
• دخل شباك الغرافة حتى الآن 9 أهداف بمتوسط بلغ 1.13 في المباراة الواحدة.
• هداف الغرافة حتى الآن في المسابقة هو المهاجم العراقي الدولي يونس محمود الذي أحرز خمسة أهداف وهو يأتي في المركز الثاني على لائحة ترتيب هدافي المسابقة.
• أحرز الفريق تسعة أهداف في الشوط الأول ومثلها في الشوط الثاني.
• اهتزت شباك الغرافة بأربعة أهداف في الشوط الأول بينما دخل مرماه خمسة أهداف في الشوط الثاني.
السد
افتتح السد مبارياته في المسابقة بالفوز على ضيفه الريان في الأسبوع الأول بهدف دون رد ثم كرر فوزه بالنتيجة ذاتها على مضيفه السيلية ضمن المرحلة الثانية قبل أن تسوء نتائج الفريق بخسارته أمام مضيفه الخور (3-1) ثم خارج ملعبه أيضاً أمام العربي (2-1) قبل أن يستفيق ويحقق فوزاً منطقياً على الأهلي بهدفين دون رد ثم اكتسح مضيفه أم صلال بثلاثية نظيفة ضمن الأسبوع السادس.
وعاد السد وواصل نتائجه الكبيرة مكتسحاً شباك ضيفه الوكرة بأربعة أهداف دون رد وعلى الرغم من هذه الانتصارات المدوية فقط خسر السد مباراتين متتاليتين أمام منافسيه المباشرين على الصدارة حالياً قطر (1-3) في الأسبوع الثامن ولخويا (0-1) ضمن الأسبوع التاسع، الأمر الذي أدى لتراجع الفريق إلى المركز السادس.
وأثمرت مسيرة الفريق حتى الآن عن الآتي:
• خاض السد تسع مباريات حتى الآن.
• فاز السد في خمسة لقاءات وخسر أربعة.
• أحرز لاعبو الفريق 14 هدف بمتوسط بلغ 1.5 هدف في اللقاء الواحد.
• دخل شباك السد حتى الآن 9 أهداف بمتوسط بلغ هدفاً واحداً في المباراة الواحدة.
• هداف السد حتى الآن في المسابقة هو مهاجمه الشاب على حسن عفيف (22 عاماً) الذي أحرز خمس أهداف وهو يأتي في المركز الثاني أيضاً على لائحة ترتيب هدافي المسابقة.
• أحرز الفريق ستة أهداف في الشوط الأول وثمانية في الشوط الثاني.
• اهتزت شباك الزعيم بثلاثة أهداف في الشوط الأول بينما دخل مرماه ستة أهداف في الشوط الثاني.
أجواء المباراة
وبصورة عامة فأن أهم ملامح لقاء اليوم بين الفريقين الكبيرين هو أنهما يتقابلان وكلاهما خارج المربع الذهبي للمرة الأولى في تاريخ مواجهتهما في الفترة الأخيرة، وسيخوض السد اللقاء مفتقداً مهاجمه البارز عبد القادر كيتا الموقوف من قبل لجنة المسابقات لمدة ثلاث مباريات، كما يعاني الزعيم أيضاً من غياب عدد كبير من لاعبيه المنضمين للمنتخب الأوليمبي الذي يستعد للمشاركة في دورة الألعاب الآسيوية التي تستضيفها الصين خلال الشهر الحالي، واللاعبون هم ناصر نبيل وحسن الهيدوس وعبد الكريم حسن وعبد العزيز الانصاري والمهدي علي وعلي أسد، بينما سيغيب عن الغرافة بسبب مشاركته مع المنتخب الأوليمبي أيضاً ماركوني أمارال بالإضافة إلى ميرغني الزين للإصابة.
ولعل هذه الغيابات هي التي دفعت مدرب السد كوزمين إلى مطالبته بتأجيل اللقاء، إلا أنه عاد وأكد مرة أخرى أنه لن يتحجج بسبب كثرة الغيابات وسيلعب بهدف تحقيق الفوز.
على الجانب الآخر أكد كايو جونيور مدرب الغرافة أن موقع فريقه في الجدول يجعله يعمل بكل قوة للفوز بنقاط المباراة الثلاث للعودة إلى المنافسة بشراسة على الصدارة خاصة أن عدد كبير من لاعبيه قد استعاد مستواه وهو ما انعكس على نتائجه في الفترة الأخيرة لذلك فهو يأمل في استمرار مسيرة الانتصارات وحسم نتيجة الـ"كلاسيكو" لصالحه.