جر برشلونة ذيله اليوم في حفل إجراء قرعة دور الثمانية من دوري أبطال أوروبا حيث ظل هامداً في مكانه كالأسد ينتظر أي خصم ليهزمه و يصل إلى المربع الذهبي من البطولة الأبرز أوروبياً...لكنه تفاجأ بوقوعه مع أضعف الخصوم "على الورق" وهو شاختار دونيتسك الأوكراني.
برشلونة لم يكن يحلم بمواجهة شاختار بالنظر إلى السهولة "المتوقعة" حسب الكثيرين لدى البلوجرانا للفوز و المرور إلى الدور الموالي لكن المشوار الرائع للأوكران في دوري الأبطال هذا العام سيفرض على النادي الكتلوني اتخاذ كامل احتياطاته لتفادي المفاجأة التي فجرها زملاء إدواردو سيلفا في وجه الأرسنال في دور المجموعات ثم أمام إيه سي روما في دور الستة عشر.
و وصل شاختار إلى هذا الدور من دوري أبطال أوروبا بعد أن تفوق في ملعبه على أرسنال 2-1، على براجا 2-0 و على بارتيزان 1-0 في دور المجموعات كما أكد تفوقه على إيه سي روما بثلاثية نظيفة إذ حصد بذلك العلامة الكاملة في مغامرته الأوروبية على ملعب "دونباس آرينا" الذي يتسع لخمسين آلف متفرج.
أما مشوار برشلونة فلم يكن صعباً و شاقاً كما كان حال شاختار لأن البلاوجرانا إكتسح جميع خصومه كالعادة كما نجح في نيل العلامة الكاملة بدوره على ملعبه الخاص الكامب نو إذ تغلب في دور المجموعات على باناثينايكوس 5-1، على كوبنهاجن 2-0 و على روبين كازان 2-0 كما لم يعاني كثيراً حتى تخطى الأرسنال في دور الستة عشر بنتيجة 3-1.
لذلك يبدو أن المنافسة على البطاقة المؤهلة إلى المربع الذهبي بين برشلونة و شاختار ستكون حامية بحكم قوة كلا الفريقين على أرضهما هذا الموسم سواءً في الدوري أو دوري أبطال أوروبا حيث يتزعم شاختار الدوري الأوكراني لكرة القدم دون تلقيه أية خسارة منذ 18 شهراً.
برشلونة سيستضيف خصمه المفاجأة في دوري الأبطال هذا العام على ملعب الكامب نو حيث تقام مباراة الذهاب في السادس من شهر أبريل المقبل بينما سيخوض الفريقان مباراة العودة على ملعب دونباس آرينا في أوكرانيا في الثاني عشر من نفس الشهر.
شاختار دونيتسك X برشلونة
في حال وصوله إلى نصف النهائي من المسابقة، فإن برشلونة سيعاني من كابوس ريال مدريد الذي سيلاقي في دور الثمانية خصمه الإنجليزي توتنهام هوتسبير و في حال مروره إلى المربع الذهبي فسوف يواجه برشلونة في كلاسيكو جديد حيث تقام مباراة الذهاب أولا على ملعب سانتياجو بيرنابيو ما يمنح الأفضلية للنادي الملكي تحت قيادة مدربه جوزيه مورينيو.
بيب جوارديولا، مدرب برشلونة اعترف في تصريحاته الماضية أنه يخاف من مواجهة شاختار دونيتسك بحكم قوته على أرضه و بين جماهيره بالإضافة إلى أنه فريق منسجم و قوي إلى أبعد الحدود، يضم في صفوفه لاعبين شباب و جيدين جداً و يتبع أسلوباً راقياً في اللعب.
ويمتاز شاختار بالخروج بالكرة من مناطقه الدفاعية بسلاسة و قدرة لاعبيه الهائلة على بناء الهجمات المنظمة حيث يمتاز لاعبو الوسط بالمهارة الكافية لزعزعة استقرار دفاع الخصم، كما أن نجوم الفريق "جائعون" للإنتصارات و تحقيق الألقاب و مايزالون قادرين على مساعدة شاختار على الحفاظ على سجله خالياً من الهزائم منذ عام و نصف في الدوري الأوكراني لكرة القدم.
لكن ما يعاب على هذا الفريق الأوكراني الذي توج منذ سنتين بلقب كأس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم في نسخته الماضية أنه يلعب كرة مفتوحة و لا يجيد الدفاع عن مرماه في حال تعرضه للضغط المتواصل ما يعني حصول برشلونة على أفضلية كبيرة للخروج بفوز عريض على ملعب الكامب نو لخوض مباراة العودة في أوكرانيا بأريحية تامة.
أما بالنظر إلى تاريخ المواجهات بين الفريقين، فالجميع سيعترف بأن مهمة برشلونة للوصول إلى نصف النهائي ستكون شاقةً للغاية حيث عجز البلاوجرانا عن الفوز في المباراة الأخيرة التي جمعته بشاختار دونيتسك في كأس السوبر الأوروبية منذ عامين حيث امتد وقت المباراة إلى الأشواط الإضافية حيث سجل خلالها بيدرو رودريجيز هدف النصر بصعوبة بالغة.
تلك ليست المباراة الوحيدة التي جمعت بين الناديين إذ سبق لهما أن التقيا في مسابقة "ريكوبا" موسم 1978/79 ففاز برشلونة على أرضه بثلاثة صفر بينما خرج بتعادل ثمين من قلب أوكرانيا بهدف لمثله.
الأكيد أن هذه هي المناسبة الأولى التي يصل فيها النادي الأوكراني إلى دور الثمانية من دوري أبطال أوروبا لكن حظوظه في الوصول إلى الدور الموالي تبدو ضئيلة جداً لأن "التعويذة" ترجح كفة برشلونة لأن مواجهات الأخير مع الأندية الروسية و الأوكرانية كانت لها صيغة واحدة : هزيمة، فوز، فوز ثم هزيمة، فوز، فوز ثم هزيمة، فوز، فوز ثم هزيمة، فوز، و الآن قد تستمر التعويذة و يفوز برشلونة ؟!