أسدل الستار مساء أمس الأربعاء على الدور الأول لبطولة كأس آسيا الخامسة عشرة لكرة القدم، التي تقام في قطر، بوصول ثمانية فرق للدور الربع النهائي، وخروج عدد مماثل من المنتخبات خال اليدين.
ويمكن اعتبار أن المنتخبين السعودي والكوري الشمالي أكبر الخاسرين، لاسيما أن الأول حمل اللقب سابقاً في ثلاث مناسبات، والثاني قدم في الفترة الأخيرة أداءً راقياً خصوصاً في التصفيات المؤهلة إلى مونديال جنوب أفريقيا 2010، وفي البطولة نفسها عندما صمد في وجه العملاق البرازيلي.
وإن كان الحظ قد أوقع المنتخبين في مجموعتين صعبتين، إلا انهما لم يقدما أيضاً المستوى المنتظر منهما، ما سهل في مهمة إقصائهما سريعاً ودون عناء.
وعلى الرغم من أن البعض ظن أن المنتخب الأخضر، صاحب الباع الطويل في البطولة الآسيوية قادم للمنافسة على اللقب، وانه ليس ببعيد عن متناوله، لاسيما أنه يريد تعويض أخفاقاته المتتالية في عدم التأهل الى كأس العالم، وعدم فوزه بكأس الخليج، فإن الواقع أتى مغايراً جذرياً، حيث سقط في مبارياته الثلاث شر سقوط، حين استهل البطولة بخسارة أمام سورية (1-2)، ثم أمام الأردن (0-1)، ليختتم مشواره بخسارة كبيرة وغير مقبولة (0-5)، أمام اليابان.
ولم يؤت الإجراء الذي قام به الاتحاد السعودي، باستبدال المدير الفني البرتغالي جوزيه بيسييرو، بالمحلي ناصر الجوهر، بعد الخسارة أمام نسور قاسيون بثماره المرجوة، فأكمل اللاعبون كبوتهم وكان مستواهم في تراجع ملحوظ ما أدى في نهاية المطاف إلى الخسارة الكارسية أمام اليابانيين.
في حين أن الخروج الكوري الشمالي، جاء من تعادل سلبي مع الإمارات، وخسارتين (0-1) أمام إيران والعراق، ما يدل على أن المنتخب كان عاجزاً عن هز شباك كل من لعب ضدهم.
ولا يختلف وقع خروج منتخب الكويت على جماهيره كثيراً، لأن المأمول منه كان تجاوز الدور الأول على أقل تقدير، إلا انه خذلهم، وودّع الدوحة بلا أية نقطة، وبثلاث خسارات أمام الصين (0-2)، واوزباكستان (1-2)، وقطر (0-3).
ويتشابه الأمر بالنسبة لسورية، والإمارات، والبحرين والصين، التي لم تسعفها نتائجها لمواصلة المشوار في البطولة الآسيوية.
أما الهند التي ملأت جماهيرها مدرجات الملاعب لوجود أعداد كبيرة من جاليتها في قطر، فأعطت ما بوسعها، وكان حضورها لافتاً، لكنه لا يقارن ببقية الفرق المتأهلة إلى النهائيات، حتى مع تلك التي خرجت من الدور الأول أيضاً.
وعلى العكس تماماً، فإن الفرق التي تابعت المسيرة نحو ربع النهائي، كانت على الموعد وعرفت كيفية التعامل مع منافسيها ونجحت بحجز بطاقتها إلى هذا الدور، لاسيما المنتخب الإيراني الذي كان الوحيد الفائز بجميع مبارياته والذي حصد تسع نقاط كاملة.
ولا تقل منتخبات قطر (صاحب الضيافة)، والعراق (حامل اللقب)، واليابان (حامل الرقم القياسي بعدد الألقاب)، وكوريا الجنوبية، وأستراليا عن نظيرها الإيراني بشيء، فوصولها الى ربع النهائي كان مستحقاً، وجاء ثمرة لما قدموه من أداء رفيع، خلال المباريات التي خاضوها في البطولة الآسيوية.
في حين أن التأهل الأردني والأوزباكستاني، جاء بمثابة مفاجأة لمتابعي البطولة، حتى أن بعض المتابعين والمحللين وحتى المدربين مثل مدرب منتخب سورية الروماني تيتا فاليريو، ومدرب أوزباكستان فاديم أبراموف، اللذن اعتبرا أن "النشامى" محظوظون، وأن أهدافهم تأتي من السماء.