ترفع تونس بمفردها راية العرب في بطولة العالم للسباحة (25 متر) التي تقام حالياً في مجمع حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم في دبي وتستمر حتى 19 كانون الأول/ ديسمبر الجاري بمشاركة قياسية بلغت 792 سباحاً وسباحة يمثلون أكثر من 148 دولة، مقابل عجز بقية الدول العربية عن الوقوف نداً أمام سباحي العالم.
ولم تطفو على سطح البطولة سوى ميداليتين عربيتين رفرف على أثرهما العلم التونسي بين الجموع العالمية بواسطة "قرش قرطاج" أسامة الملولي الذي يغوص في الأحواض ولا يخرج منها إلا محملاً بالمعادن اللامعة، فيما غاب بقية السباحين العرب عن منصات التتويج وكأن غنائم البحر حكر على رياضيي الغرب فقط!.
وحقق الملولي قبل انطلاق اليوم الثالث من المونديال ميدالية فضية في سباق 400 متر متنوع وأخرى برونزية في 200 متر حرة، ويبقى أمامه خوض غمار المنافسة الشرسة أمام الأميركان والروس على الذهب في سباقي 400 و1500 متر حرة.
أمل العرب
ويعول العرب على سباق 1500 متر حرة لكي يخطف ذهبيته السباح التونسي آملين باستعادة المشهد الرائع الذي ظهر فيه بطلاً للسباق نفسه خلال دورة الألعاب الأولمبية في بكين عام 2008.
وأمام تألق البطل التونسي حاملاً على كاهله عبئاً عربياً ثقيلاً، يقف بقية السباحين العرب متفرجين يهتفون للملولي وهو يسبح صوب الألقاب دون أي مساعدة حقيقية بظهور أحدهم على السطح ليخطف الأنظار ولو برقم جديد يبرهن على إمكانية مقارعة السباحين العرب للنجوم العالميين خلال البطولات المقبلة، ولكن يبدو أن تونس وحدها التي تحمل مفتاح الميداليات داخل الأحواض الصغيرة.
ويشارك في مونديال دبي للسباحة 15 دولة عربية هي: الجزائر، مصر، البحرين، العراق، الأردن، السعودية، الكويت، لبنان، موريتانيا، عمان، باكستان، فلسطين، سورية، تونس، والإمارات (البلد المنظم).
الدولة الوحيدة
تونس تدافع عن عرب السباحة - سباحة - كأس العالم للمسافات القصيرة
وتعد تونس الدولة العربية الوحيدة التي دخلت ضمن ترتيب الميداليات مع ختام اليوم الثاني بعدما احتلت المركز الثامن برصيد ميداليتين (فضية وبرونزية)، في وقت تصدرت فيه أميركا القائمة برصيد سبع ميداليات ( 4 ذهبية وواحدة فضية وبرونزيتين)، وحلت روسيا في المركز الثاني بخمس ميداليات (ثلاث ذهبيات وفضيتين)، واسبانيا ثالثة بخمس ميداليات (ثلاث ذهبيات وفضية برونزية)، واحتلت الصين المركز الرابع بست ميداليات (ذهبية وفضيتين وثلاث برونزيات).
وهنا نتساءل.. ما الذي يمنع أكثر من رياضي عربي للظهور على منصة التتويج في بطولة العالم للسباحة خصوصاً أن اللعبة لا تحتاج لإمكانات مادية أو مجهودات جماعية تصعب من تحقيق الانتصارات، فمن صنع الملولي بإمكانه التنقيب عن غيره من الخامات التي يلزمها الرعاية والمتابعة؟ وكم من سباحين يمتهنون هذه الرياضة في البحار من المحيط إلى الخليج دون أن يجدوا مكتشفاً لطاقاتهم!.
ماذا ستفعل السباحة العربية بعد اعتزال الملولي؟ هل ستغرق حتى يتوفر منقذ شبيه بالسباح التونسي؟ الإجابة عند المسؤولين عن الرياضة في الاتحادات واللجان الأولمبية وعشاق متابعة الرياضة الأوروبية وهي تدنو صوب الميداليات وسط عجز عربي عن ملامستها؟.