بدد المنتخب المصري لكرة القدم
الفرصة الأخيرة وفقد الأمل الضعيف المتبقي في التصفيات الأفريقية بتعادله
السلبي مع ضيفه منتخب جنوب أفريقيا اليوم الأحد في الجولة الرابعة من
مباريات المجموعة السابعة بالتصفيات ليتأكد غياب حامل اللقب عن نهائيات كأس
أمم أفريقيا 2012.
وعزز منتخب جنوب أفريقيا
(بافانا بافانا) موقعه في صدارة المجموعة بعدما رفع رصيده إلى ثماني نقاط
من أربع مباريات ليدعم فرصته في حجز بطاقة التأهل المباشر من هذه المجموعة
إلى النهائيات التي تستضيفها الغابون وغينيا الاستوائية بالتنظيم المشترك
في مطلع العام المقبل.
ورفع المنتخب المصري (أحفاد
الفراعنة) رصيده إلى نقطتين من أربع مباريات ليفقد الأمل في التأهل إلى
النهائيات بغض النظر عن نتيجة مباراتيه الباقيتين.
وأصبحت هذه هي المرة الأولى
التي يغيب فيها أحفاد الفراعنة عن النهائيات منذ ثلاثة عقود علماً بأن
الفريق توّج بلقب البطولة في دوراتها الثلاث الأخيرة كما يحمل الرقم
القياسي في عدد مرات الفوز بها برصيد سبعة ألقاب.
وثأر البافانا بافانا بذلك التعادل لهزيمتهم أمام المنتخب المصري صفر-2 في نهائي البطولة عام 1998 ببوركينا فاسو.
.ولم يقدم المنتخب المصري
الأداء المتوقع منه في الشوط الأول خاصة في ظل حاجة الفريق للفوز من أجل
إنقاذ أمله الضعيف في التأهل. وكانت السمة السائدة لأداء الفريق في هذا
الشوط هي التمرير غير الدقيق وكثرة الكرات المقطوعة والأخطاء العديدة في
التغطية الدفاعية.
كما فشل أحفاد الفراعنة في
استغلال كل الكرات الثابتة التي احتسبت لهم أمام منطقة جزاء المنافس ليهدر
الفريق فرصة تسجيل أي هدف في هذا الشوط الذي انتهى بالتعادل السلبي بعد
أداء دون المستوى من أصحاب الأرض ومحاولات غير مجدية من الضيوف.
ولم يتغير الحال كثيراً في معظم فترات الشوط الثاني وإن سيطر عليه المنتخب المصري بلا فاعلية.
الشوط الأول
وضح التوتر على أداء لاعبي
الفريقين في اللحظات الأولى من المباراة ولكن سرعان ما دخل أحفاد الفراعنة
في أجواء اللقاء وضغطوا على دفاع الضيوف.
وتسببت تحركات محمود عبد الرازق (شيكابالا) ومحمد زيدان مهاجم بوروسيا دورتموند الألماني في إزعاج شديد لدفاع جنوب أفريقيا.
وسدد زيدان الكرة من حدود منطقة الجزاء في الدقيقة الخامسة ولكنها افتقدت للقوة والدقة لتضيع الفرصة.
وتهيأت الكرة لحسني عبد ربه من
ضربة حرة على بعد 30 متراً من المرمى ليسددها قوية ولكنها اصطدمت بأحد
المدافعين وخرجت إلى ركنية لم تستغل.
وتبادل زيدان الكرة مع
شيكابالا في الدقيقة 12 وكاد ينفرد بالحارس ولكن الكرة ارتطمت بقدمه وضاعت
الفرصة. وأتبعها زيدان بمحاولة أخرى لمراوغة دفاع جنوب أفريقيا ولكن الدفاع
منعه من التقدم بالكرة نحو المرمى واستخلص منه الكرة.
ورد تشابالالا بتسديدة قوية في الدقيقة 14 تصدى لها حارس المرمى المصري عصام الحضري وأمسك بالكرة.
وحصل
أحمد عبد الظاهر مهاجم المنتخب المصري على ضربة حرة خارج منطقة الجزاء في
مواجهة المرمى وسددها شيكابالا ضعيفة وزاحفة لترتطم بأقدام المدافعين وترتد
إليه ليسددها مجددا من خارج المنطقة ولكنها ذهبت في يد الحارس.
وشهدت
الدقيقة 21 هجمة سريعة وخطيرة لمنتخب الفراعنة عندما تلقى زيدان كرة طولية
في الناحية اليمنى ولعبها عرضية مباشرة إلى أحمد عبد الظاهر الذي سددها
بعيدا عن المرمى تحت ضغط من الدفاع.
وأشهر الحكم التونسي سليم
الجديدي الذي أدار اللقاء بطاقة صفراء في وجه تشابالالا في الدقيقة 22 اثر
لمسة يد متعمدة لمنع هجمة مصرية سريعة.
بمرور الوقت، اكتسب الضيوف الثقة وبدءوا في مبادلة الفراعنة الهجمات.
وكاد المدافع المصري المخضرم
وائل جمعة يكلف فريقه غاليا في الدقيقة 24 عندما أعاد الكرة ضعيفة في اتجاه
الحضري وتحت ضغط من أنديلي جالي الذي حاول خطف الكرة ولكن الحضري أمسكها
في الوقت المناسب وإن تلقى كدمة في ساقه من قدم جالي.
ومن ضربة
ركنية لمنتخب جنوب أفريقيا لعبها تشابالالا في الدقيقة 28 ، وصلت الكرة في
غفلة من الدفاع المصري إلى سيابونجا سانجويني الذي لعبها برأسه في اتجاه
المرمى ولكن الحضري تصدى لها بصعوبة.
وباغت تشابالالا الحضري بتسديدة قوية من مسافة بعيدة ولكن الأخير نجح في إبعادها بأطراف أصابعه إلى ضربة ركنية لم تستغل.
وأهدر
أحمد المحمدي نجم سندرلاند الإنكليزي فرصة خطيرة للمنتخب المصري في
الدقيقة 34 اثر هجمة سريعة أنهاها شيكابالا بتمريرة عرضية قابلها المحمدي
بضربة رأس علت العارضة مباشرة.
وأخطأ المدافع المتقدم في تمرير
الكرة في منتصف ملعب جنوب أفريقيا في الدقيقة 36 ليخطفها كاتليجو مفيلا
ويتقدم بها سريعا حتى انفرد بالحضري تماما وسدد الكرة ولكن الحارس المصري
تألق مجددا وتصدى للكرة.
وأعادت هذه الكرة إلى الأذهان هدف مباراة
الذهاب بين الفريقين في آذار/مارس الماضي عندما سجل مفيلا بالذات هدف الفوز
1-صفر لجنوب أفريقيا في الوقت بدل الضائع ومن خطأ مشابه تماماً.
ولعب سيد معوض ظهير أيسر
المنتخب المصري كرة عرضية في الدقيقة 41 قابلها عبد الظاهر بضربة رأس من
الوضع راقدا ولكنها ذهبت بعيدا عن المرمى. وأتبعها زيدان بتسديدة صاروخية
في الدقيقة التالية ولكنها ذهبت بعيدا عن المرمى أيضاً.
وأنقذ الحارس الحارس جنوب
أفريقيا فريقه من هدف مؤكد في الدقيقة 45 عندما تصدى لتسديدة أطلقها
المحمدي وهو على بعد خطوات قليلة من المرمى ، ثم تلعثمت الكرة في قدم
شيكابالا على حدود منطقة الجزاء ليهدر فرصة أخرى في نفس الدقيقة لينتهي
الشوط بالتعادل السلبي.
الشوط الثاني
وضغط المنتخب المصري هجوميا مع بداية الشوط الثاني ولكنه واجه تكتلا دفاعيا مكثفا من الضيوف.
وسدد حسني عبد ربه كرة قوية من
ضربة حرة في الدقيقة 52 أمسكها الحارس إيتومولينغ، ورد عليها تشابالالا
بتسديدة قوية تصدى لها الحضري ببراعة فائقة.
وأجرى حسن شحاتة المدير الفني
لمنتخب الفراعنة تغييره الأول في الدقيقة 57 بنزول محمد ناجي (جدو) بدلا من
زيدان البعيد تماما عن مستواه المعهود.
وبث جدو النشاط في هجوم الفريق
بعد نزوله وسنحت له الفرصة الأولى في الدقيقة 58 ولكن الدفاع أطاح بها في
الوقت المناسب. وأتبعها أحمد فتحي بتسديدة صاروخية من داخل حدود منطقة
الجزاء في الدقيقة 59 تصدى لها إيتومولينغ ببراعة فائقة.
ورد عليها
المنتخب الجنوب أفريقي بهجمة سريعة وتمريرة بينية انفرد على أثرها مفيلا
ولكن محمود فتح الله مدافع مصر تدخل في الوقت المناسب وأبعد الكرة إلى
ركنية شكلت بعض الخطورة على مرمى الفراعنة قبل أن يشتتها الدفاع.
أجرى شحاتة تغييره الثاني في
الدقيقة 65 بنزول المهاجم أحمد علي بدلاً من شيكابالا الذي تراجع مستواه
بشكل أكبر في الشوط الثاني بعدما فشل في الظهور بمستواه المعهود أيضاً في
الشوط الأول.
ولعب جدو كرة عرضية في الدقيقة 69 مرت من أمام عبد الظاهر المتواجد على بعد خطوة واحدة من المرمى لتضيع واحدة من أخطر فرص اللقاء.
ولعب أحمد فتحي ضربة ركنية قابلها جدو بضربة رأس ولكن الكرة مرت خارج القائم.
وشهدت الدقائق التالية عدة محاولات مصرية لم يكتب لها النجاح في ظل التكتل الدفاعي للضيوف وتألق الحارس إيتومولينغ.
وتغاضى
الحكم التونسي عن ضربة جزاء صحيحة للمنتخب المصري في الدقيقة 83 عندما
أسقط مورغان غولد المهاجم المصري أحمد عبد الظاهر داخل منطقة الجزاء بينما
أشار الحكم باستمرار اللعب.
وشهدت الدقائق الأخيرة من
المباراة والوقت بدل الضائع ضغطا هجوميا مكثفا للفراعنة ولكن الفريق فشل في
هز الشباك بينما شكلت مرتدات البافانا بافانا خطورة فائقة على المرمى
المصري.
وكاد تلو سيغوليلا يخطف هدف الفوز في الدقيقة الرابعة من الوقت بدل الضائع عندما انفرد بالحضري ولكن الأخير أنقذ الموقف.