تصدرت نا لي الصحف الصادرة يوم
الأحد في بلادها بعد أن أصبحت أوّل صينية وأوّل لاعبة آسيوية تتوّج بلقب
إحدى البطولات الأربع الكبرى في كرة المضرب بعد أن تغلبت أمس السبت على
الإيطالية فرانشيسكا سكيافوني حاملة اللقب 6-4 و7-6 (7-صفر) في نهائي بطولة
رولان غاروس الفرنسية.
"لي نا تدخل التاريخ!"، هذا ما
عنونته صحيفة "شاينا دايلي"، مضيفة "من المتوقع أن يقدّم انتصارها دفعاً
كبيراً لرياضة تشهد أصلاً صعوداً سريعاً في الصين".
ولا تزال كرة المضرب في الصين
من رياضات الميسورين، إلا أن انتصار لي في رولان غاروس سيعطي هذه اللعبة
دفعاً كبيراً بين مختلف فئات المجتمع الصيني الذي شعر بفخر كبير نتيجة هذا
الانجاز الذي وضع بلد المليار و339 مليون و725 ألف نسمة تقريباً على خارطة
الكرة الصفراء.
ونقلت شبكة "سي سي تي في"
المباراة مباشرة إلى عشرات الملايين من المشاهدين في مختلف البلاد وقد كشف
44 بالمئة من أكثر من 100 ألف مشارك في استطلاع أجراه موقع "سينا" أنهم
بكوا بعد تتويج مواطنتهم باللقب الكبير الذي منح وبحسب الموقع "الفخر للصين
واسيا".
ولم ينحصر فرح الصينيين باللذين
يتابعون كرة المضرب بل بالذين لا يعرفون حتى قوانين اللعبة وقد تجلى هذا
الأمر في إحدى الحانات التي عرضت المباراة وعلى لسان أحد المشاهدين لي غاو
الذي قال "أنا سعيد جدا. إنا صيني وهي صينية. أنا لا أفهم فعلا هذه اللعبة
لكني سعيد جداً".
كما شقّ انجاز لي طريقه إلى
منتدى حول الأمن عقد في سنغافورة إذ توجه مدير المنتدى إلى وزير الدفاع
الصيني غوانغلي ليانغ بالتهنئة عندما كان الأخير يتحضّر لإلقاء كلمته.
وكانت لي نفسها قالت بعد
المباراة إن "العالم كلّه في الصين فرح بهذه النتيجة وهذا اللقب"، معتبرة
أن إنجازها سيفتح الطريق أمام جيل من اللاعبات واللاعبين الصينيين من أجل
منافسة القوى التقليدية في هذه اللعبة، أي الأوروبيين والأميركيين
والأستراليين.
وقالت لي في صفحتها على أحد
مواقع التواصل الاجتماعي في الصين "سينا ويبو": "لقد حققت حلمي أخيراً. أنا
مغتبطة تماماً للدعم الذي منحني إيّاه الجميع منذ فترة طويلة. لم يكن
بإمكاني تحقيق هذا الانجاز دون مساعدتكم. آمل أن تساندوني دائماً".
وستصبح لي (29 عاما) اعتباراً
من غد الاثنين أوّل صينية تدخل نادي الخمس الأوليات في التصنيف العالمي
للاعبات المحترفات حيث ستحتل المركز الرابع مكان البيلاروسية فيكتوريا
ازارنكا التي خرجت من ربع النهائي على يد الصينية بالذات.
وسبق للصين أن دوّنت اسمها في
سجلات البطولات الكبرى، لكن في منافسات زوجي السيدات والزوجي المختلط، ولم
تصل أي صينية قبل اليوم إلى ربع النهائي في رولان غاروس.
ورغم تقدمها في السن نسبياً،
أعطت لي منذ بداية الموسم إشارات عدة على تطور مستواها كان أبرزها بلوغها
المباراة النهائية في بطولة استراليا المفتوحة أواخر كانون الثاني/يناير
وحلولها وصيفة بخسارتها أمام كلايسترز.
وأحرزت لي اللقب الخامس في
مسيرتها الاحترافية التي بدأت قبل نحو 12 عاما في 1999، والأوّل على الأرض
الترابية التي لا تزال حتى الآن تبدي كرها لها، وجاء فوزها أمس ليؤكد هذا
التطور الملموس حتى على الملاعب التي لا تحبها.