محاولة اغتيال ابراهيموفيتش !

تذكرني جماهير ميلان الايطالي بالجماهير العربية فرغم عراقتها وقوتها، إلا انها دائما ما تظهر منقلبة على نجوم فريقها في لحظات متعددة، متناسية كل انجازاتهم لمجرد أن يخطئوا ولو خطأ واحد.
وقبل ان استغرق في مقالي، لابد ان اعترف ان السويدي زلاتان ابراهيموفيتش أول الظالمين لنفسه في كل الأندية التي مر عليها مرورا بأياكس الهولندي واليوفي والانتر وبرشلونة ثم الميلان وحتى مع المنتخب السويدي.
فابرا لاعب غير منضبط، لاعب مزاجي، تجاوزاته غير محسوبة، قد يهدر مجهود زملائه في لحظات غضب لا يحمد عقباها، وقد يسيء للحكام ويكلف نفسه عقوبات كبيرة.
ورغم ذلك، يبقى المهاجم السويدي أحد أهم الدعائم الاساسية لفريق ميلان هذا العام، ونجاح الروسينيري في تصدر الكالتشيو حتى كتابة هذه السطور لا بد ان ينسب جزء من الفضل فيه لإبرا.
ابرا – المعار من برشلونة للميلان هذا العام - كان طوق الانقاذ لهجوم فريق المدرب اليغري في ظل هبوط حاد في مستوى الثاني باتو وروبينيو في بداية الموسم، وابتعاد الاسطورة فيلبو انزاجي بسبب الاصابات المتعددة.
لذا فهي رسالة موجهة لجماهير الميلان التي هاجمت اللاعب بضراوة بعد تعرضه للطرد في لقاء فيورنتينا الأخير وايقافه مجددا لمدة ثلاث مباريات وسط مطالب برحيله، عليهم ان يتذكروا ماقالوا وما تراجعوا فيه خلال هذا الموسم:

قبل ان تغتالوا ابرا: تذكروا مطالبتكم برحيل سقراطيس في بداية الموسم بعد لقاء تشيزينا، ثم المطالبة باشراكه اساسيا في منتصف الموسم! قبل ان تغتالوا ابرا: تذكروا باتو الذي طالب الجميع برحيله أول الموسم وضم بالوتيللي، وبعد الدربي طالب الجميع أيضا بالتجديد للبرازيلي الشاب لعشر سنوات قادمة! قبل ان تغتالوا ابرا: تذكروا سيدروف عندما لعب أمام أودينيزي، وتصور البعض انه اللاعب رقم 12 مع أودينيزي، وهتفت الجماهير ضده اثناء تغييره، وبعد الدربي قالوا ان سيدروف قد يلعب لخمس سنوات قادمة! قبل ان تغتالوا ابرا: تذكروا انزاغي، قبل بداية الموسم كان مجرد لاعب احتياطي، والان وبعد مباراة الريال تحديدا، الجميع بات يطالب بوجوده اساسيا.
قبل ان تغتالوا ابرا: تذكروا اليغري وقراءته السيئة للمباريات والخصوم، والان أصبح العلامة الفارقة في الفريق والكل يطالب باستمراره في قيادة الفريق.
هذه بعض الدلائل على قصر رؤية جماهير الروسينيري في أغلب الأوقات، فأي لاعب يمر بمراحل صعبة وهبوط في المستوى سواء الفني أو البدني أو حتى الذهني مثل ابرا.
وفي رأيي ان ابرا هو المهاجم المناسب للميلان، كما ان الميلان هو النادي المناسب لإبرا، والاستغناء عنه وعدم شرائه بعد الموسم سيضر بالميلان لا محال.